من الزجل، الذي يبدأ بابن نمارة وينتهي بابن قزمان، وهو من عرف بلق " الإمام " بين زجالي الأندلس.

ثم كان دور مدغليس عودة إلى الخلط بين الاتجاهين، فهناك القصائد الزجلية تمشي جنبا إلى جنب مع الأزجال الحرة المطلقة من اسار الشكل الشعري التقليدي. حتى إذا أرخ ابن سعيد للزجل فرق بين النوعين فسمى النوع الأول شعرا ملحونا وسمى الثاني زجلا، ثم ضاعت تلك التفرقة عند ابن خلدون والحلي؛؟ أربعة أدوار متميزة في تطور الزجل.

وحين افترضت أن الأغنية الشعبية هي " ام " الزجل، كنت افترض في الوقت نفسه أن تكون صلة الزجل بالغناء وشيقة، وان قدرت أيضا أن تتفاوت تلك الصلة على مدى الزمن قوة وضعفا. وهذا أمر يكاد يكون مؤكدا على ضوء النصوص التي بين أيدينا، فابن سعيد يذكر أن البداة كانوا يغنون نوعا من الأزجال على البوق (?) ، وابن قزمان يتحدث في ديوانه عن التغني بالزجل (?) . وقد ناقش الدكتور الاهواني هذه الصلة، فتحدث عن نظرية ريبيرا التي شرح فيها كيف ان الزجل كان يغنيه في قرطبة جماعة من الناس، فيبدأون بالمطلع ويكررونه مرات، ثم يكفون عن الغناء، ويبدأ الزجال فينشد الغصن الأول وحده، والجماعة سكوت، ثم يعود الجمهور إلى الإنشاد، ليغني الثاني من الزجل؟ ناقش الدكتور هذه النظرية ورأى أن الدراسة الدقيقة لأزجال ابن قزمان تثبت أن هذه الأزجال، مهما كان حظ الخيال العامي فيها والمعاني الشعبية، لم تكن فنا شعبيا صحيحا، وان كانت مزيجا من فنين: فن خاص قديم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015