القصيدة، لا بقاؤه قصيدة سقطت منها الروابط الإعرابية. وقد جعل ابن قزمان تعرية الزجل من الأعراب ميزة له (?) ، ولكن هذا لا يعني ان كل ما جرد من الإعراب سمي زجلا.
وقد رسم الصفي الحلي حدود التفرقة التي اصطنعها المشارقة بين أنواع من المنظومات باللغة الدارجة مثل الزجل والبليق والقرقي. الخ ولكن هذه التفرقة لم تكن موجودة بين الأندلسيين، ذلك لأن الزجل لم يقتصر عندهم على الغزل والنسيب والخمري والزهري، ولو تنبه الصفي لديوانه ابن قزمان لوجد أزجاله تحوي المدح والرثاء أيضا كما تحري الاحماض الذي أطلق عليه المشارقة اسم البليق، وتحوي الهجاء الذي سمي عند أهل المشرق باسم القرقي. فالزجل الأندلسي لم يعرف هذه التقسيمات بحسب الموضوعات، بل كان في الإمكان ان يشمل اسم الزجل تلك الموضوعات جميعا. ولم يميز سعيد إلا نوعا واحدا من الزجل كان البداة يغنون به على البوق، وقد سماه " الطيار " (?) ، ولا أدري أهذه صفة اصطلاحية دقيقة أم محض وصف للشيوع والانتشار.
وحفظت الأيام من يد الضياع ديوان ابن قزمان. وقد كان لهذا الزجال ديوانان: أحدهما صغير سماه: " إصابة الأغراض في وصف الأعراض " جمعه لممدوحه الوشكي، والثاني ديوان كبير (?) والأول منهما هو الذي وصلنا، وهو يحتوي 146 زجلا. وهو بطبيعة الحال لا يحتوي كل أزجال ابن قزمان، فقد أورد ابن مباركشاه صاحب السفينة عددا من الأزجال لابن قزمان لم ترد في ديوانه المذكور. كذلك يجب