أن تلاحظ اختلاف الرواية في المشترك بين ديوان ابن قزمان وما ورد من أزجاله في مصادر أخرى كالسفينة والوافي والمغرب.

أما ديوان ابن قزمان نفسه، وهو أنفس أثر زجلي أندلسي، فقد نسخ بمدينة صفد في فلسطين، في منتصف القرن السادس، وقد نشره دافيد جنزبرج سنة 1896 في شكل لوحات مصورة، ومنذ ذلك الحين استأثر بجهود الدارسين الغربيين وأخذت الأبحاث؟ وبخاصة الفيلولوجية - تتوالى عنه. حتى كان عام 1933، إذ نشر شعره المستشرق النشيكي نكل بحروف لاتينية، وكتب عنه دراسة، وترجم بعضه إلى الأسبانية، ولكن نشرة نكل كانت مليئة بالأخطاء، فانتقدها المستشرق الفرنسي ج. س. كولان وأعاد إعداد نشرة جديدة لشعر ابن قزمان بحروف لاتينية، وتجنب كثيرا من الأخطاء التي وقع فيها نكل. وفي السنوات الأخيرة عمل فيه المستشرق الأسباني، الأستاذ غرسية غومس بجهد جديد، وأعده للنشر بحروف لاتينية مع دراسة ضافية. ويبدو أن الأستاذ غرسية خاضع لفكرة صارمة في طريقة قراءته لهذا الديوان، وهي إيمانه أن أوزان الزجل أسبانية، ولذلك فان القراءة التي يعتمدها؟ والتي ستظهرها الكتابة اللاتينية عند نشر الديوان - قد تشير إلى تحكم عامد للتمشي مع نظريته. هذا مع أن التشابه العارض بين أوزان الزجل الأندلسي وأوزان الشعر الأسباني لا يؤيد هذه النظرية، فان سقوط الإعراب من الزجل يجعل اعتماد الزجال على النبر accent أكثر من اعتماده على مقياس الحركة والسكون في التفعيلة وهذا الاعتماد على المنبر يقرب بعض الأوزان العامية في لهجات المشرق والمغرب على السواء؟ حديثة كانت أو قديمة - من بعض أوزان الشعر والأغاني في اللغات الأجنبية عموما. وأعتقد أننا ما زلنا بحاجة شديدة؟ في الشرق العربي - إلى أن نرى قراءة صحيحة لديوان ابن قزمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015