ومن فضائل البيت الشريف ما خصه الله تعالى به من بئر زمزم وما جعله الله في هذا الماء. ومن الفوائد والمنافع لكل ما شرب له فمن ذلك ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له ومنها ما رواه ابن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق، ومنها ما رواه الضحاك بن مزاحم قال: بلغني ان التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق وان ماءها يذهب بالحمى والصداع وان الاطلاع فيها يجلو البصر وانه سيأتي عليها زمان تكون فيه أعذب من النيل والفرات وقبة بير زمزم تقابل الركن الأسود، ومنها إليه أربعة وعشرون خطوة وداخلها مفروش بالرخام الأبيض الناصع البياض) وتنور البير (المباركة في وسطها وهو من رخام قد ألصق إلصاقا لا تحيله الأيام وقد حف به من أعمدة الرصاص الملصقة إبلاغا قي قوة لزه ورصة اثنان وثلاثون عمودا قد خرجت لها رؤوس قابضة على حافة البير دائرة بالتنور كله ودوره أربعون شبرا وارتفاعه أربعة أشبار ونصف وغلظة شبر ونصف وقد استدارت بداخل القبة سقاية لملأ ماء للوضوء وحولها مصطبة دائرة يرتفع الناس إليها ويتوضئون عليها وفي ماء زمزم أمر عجيب وذلك أنه إذا شرب عند خروجه من قراراته يوجد حاسة الذوق كاللبن عند خروجه من الضرع دفيئا وهو لما شرب له، وإذا صب منه من يجد إعياء أو كسلا من أمر متعب للبدن وجد الراحة والنشاط عليه وبظاهر جدار القبلة المباركة مكتوب بالخط الرائق المذهب ما نصه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين وشرب من ماء زمزم غفر الله له ذنوبه كلها بالغة ما بلغت تقبل الله ممن عمل بهذا الحديث، ودعا لمن أسس هذه السنة الحسنة من هذا الحرم الشريف في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015