وإثباته إلى الآن مع ذهاب سائر آيات الأنبياء وحفظه مع كثرة أعدائه كما قال تعالى ويتخطف الناس من حولهم) وورد في الأثر (أنه لما أرتفع بنيان الكعبة وضعف إبراهيم عن رفع الحجارة وقام على هذا الحجر فغاصت فيه قدماه، ولما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قال مرحبا بك من بيت ما أعظمك وأعظم حرمتك. وفي الحديث عنه عليه السلام ما من أحد يدعو الله عند الركن الأسود إلا استجاب الله له، وكذلك عند الميزاب وعنه عليه السلام من صلى خلف المقام ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وحشر يوم القيامة من الآمنين، ومن آيات البيت العتيق أنه قائم وسط الحرم الشريف كالبرج المشيد وله التنزيه الأعلى، وحمام الحرام لا تحصى كثرة وهي من الأمن بحيث يضرب المثل بها ولا سبيل أن تنزل بسطحه الأعلى حمامه ولا تحل بوجه ولا على حال فترى الحمام يتخلل على الحرم كله فإذا قربت من البيت عرجت عنه يمينا أو شمالا والطيور سواها كذلك وفي أخبار مكة أنه لا ينزل عليها طائر إلا عند مرض يصيبه فأما يموت لحينه أو يبرأ فسبحان من أورثه التشريف والتكريم، ومن آياته أيضا أن بابه الكريم يفتح في أيام معلومة والحرم قد غص بالخلق فيدخله الجميع ولا يضيق عنهم بقدرة الله عز وجل ولله الآيات البينات البراهين المعجزات. سبحانه وتعالى: ومن عجائب اعتناء الله تبارك وتعالى به أنه لا يخلو من الطائفين ساعة في النهار ولا وقتا من ليل فلا تجد من يخبر أنه رءاه دون طائف به فسبحان من كرمه وعظمه، وموضوع الطواف مفروش بالرخام البديع وقد اتسع عن البيت بمقدار تسع خطى وسائر الحرم مع البلاطات كلها مفروش برمل أبيض، وطواف النساء في آخر الرخام المفروش، وقد جدد ترصيعه ونمق تنميقا بديعا فيه تواريخ مرسومة ومنها ما نصه) بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة المطاف الشريف سيدنا ومولانا الإمام الأعظم، المفروض الطاعة على سائر الأمم أبو جعفر المنصور المستنصر بالله أمير المؤمنين، بلغه الله آماله، وزين بالصالحات أعماله، وذلك في شهر وسنة إحدى وثلاثين وستمائة وصلى الله على سيدنا محمد وآله) والحجر (من الركن العراقي إلى الركن الشامي يقابل الصفح الذي فيه الميزاب، وفي ارتفاع جدار الحجر ستة أشبار، وسمكه أربعة أشبار ونصف وداخل الحجر مفروش بالرخام المجزع المقطع في دور الكف إلى دور الدينار إلى ما فوق ذلك ودونه. ثم الصق بانتظام بديع وتأليف عجيب معجز الصنعة غريب الإتقان رائع الترصيع والتجزيع وفي صحن الحجر بمقربة من جدار البيت المكرم قبر إسماعيل عليه السلام، وإلى جانبه مما يلي الركن العراقي قبر أمه هاجر رضي الله عنها، والميزاب في أعلى الصفح الذي على الحجر المذكور من صفر مذهب يغشى الأبصار، وقد خرج عن صفح البيت بمقدار أربعة أذرع وسعته مقدار شبر، وهذا الموضع تحت الميزاب، وهو أيضا مظنة استجابة الدعوة) بفضل الله تعالى (وموضوع المقام الكريم وهو الذي يصلي خلفه يقابل ما بين الباب الكريم والركن العراقي، وعليه قبة خشب مركنة محدودة بديعة النقش، قد نصبت على الموضع الذي كان فيه المقام وبازاء المقام الكريم منبران كبيران حسنان فيهما ضروب من قطع الخشب الملون المتخير المنتقي المستجاد، والجديد منها منقش من جميع جهاته ووجوه درجه وتاجه المذهب بأبدع نقش وأحدقه، وصنائعه مقسومة على تصنيف وتشجير منطبعة كانطباع نسيج الديباج الهاشمي واليوسفي في الاعتدال والرونق مسمر بمسامير الفضة الخالصة المذهبة، مقضب بصفائح الفضة المرفشة منقوش عليه برسم الذهب ما نصه:) مما عمل برسم الحرم الشريف في شهور سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة (.