أحسست ماذا؟ صوت ناعوره ... أم صيحة النسغ الذي في الجذور ... وفي نهاية " رؤيا ":
ولفني الظلام في المساء ... فامتصت الدماء ... صحراء نومي تنبت الزهر ... فإنما الدماء ... توائم المطر ... ويختتم قصيدة " سربروس في بابل " بقوله:
سيولد الضياء ... من رحم ينز بالدماء. ... ويشبه ان يكون هذا الأمل تحديا من ناحية، وقانونا من قوانين الواقعية الحديثة من ناحية أخرى، وعادة قد أتقنها السياب في شعره، وإلا فان الظلمات التي تتراكم كثيفة في تلك القصائد تقتل كل أمل، تحت سياط التهويل.
ولست أقف لتحليل كل قصيدة من تلك القصائد على حدة، وإنما اكتفي ببعض تعليقات صغيرة هامشية أحياناً. فالقصيدة التي ظهرت بعنوان " المغنى " (?) في الديوان كل عنوانها قبل ذلك " جيكورالمغنى " ثم غير لفظت جيكور حيثما وردت في القصيدة ووضع موضعها " بغداد "؛ ويبدو ان السياب كان يخشى السلطة في بغداد حين نشرها، غير انه لو أبقى فظة " جيكور " لكان في ذلك مناقضا لما