وصورة الفارس الخائن لفروسيته:
وجال في الدروب فارس من البشر ... يقتل النساء ... ويصبغ المهود بالدماء ... ويلعن القضاء والقدر. ... ولو ذهبنا نورد الأمثلة من " قصائد الرعب " لضاق المقام، لأن ذلك يعني ان ننقلها؟ أو أكثرها - على هذه الصفحات. ولست أقول ان هذا التهويل يعني كذبا على الحقيقة التاريخية، فليس الواقع التاريخي هو ما أتحدث عنه، وإنما أتحدث عن هذه القصائد من ناحيتها الفنية، وخلاصة ما أريد أن أقرره: أن السياب يتلذذ فنيا ونفسيا بتصوير هذه الصور المفزعة، وانه لو ذهب يتحدث عنها علة نحو آخر أخف إيقاعا واقل حلكة وقتاما، لما رضي عن نفسه. وقد وجد في النواحي السلبية من قصة تموز والمسيح ما يستطيع استغلاله في هذا المقام، ولهذا تحدث هن يهوذا وعن قطع أعراق تموز وعن قرابين الدم التي لا تنبت شقائق، وعن صلب (عشتار؟ حفصة) ودق المسمار في رحمها، وعن اندثار جنائن بابل وعن المقارنة بين قيام لعازر وقيام شخنوب العامل (?) وعن تمزيق سربروس (كلب الجحيم) لسيقان عشتار وهو يركض خلفها في الدروب.
ورغم هذه الويلات التي تتكدس كذنوب الضالين في هذه القصائد فكل قصيدة منها تنتهي بأمل في الغد؛ فقد جاء في نهاية قصيدة " المبغى ":
؟. ولكنني في رنة الأصفاد ...