وذلك حين سمع ابنه غيلان يناديه " بابا؟ بابا " (?) ؛ حينئذ أحس كأن عشتار افاضت الازاهير والثمار على العراق كله وأن كلمة " بابا " كأنما تحمل فيها يد المسيح، وأن " تموز " قد عاد بكل سنبلة تعابث كل ريح، وأحس كأن روحه في ترب الظلماء حبة حنطة وصوت أبنه ماء؟ وتصور نفسه في قرار بويب ميتا، أي حقق العودة إلى ألام، ولكن النهر نفسه كان يهب الحياة لكل أعراق النخيل؛ الموت جميل لآن
الحيات امتدي، الموت لا يذهب بالروح وإنما يحولها إلى قوة سارية في جنبات ألكوي، فا الذي في قاع بويب هو نفسه " بعل " الذي يخطر في الجليل على الماء؟ ولدت جيكور في غيلان وامتدت حتى طغت على المدينة، فإذا أعمدة الشوارع فيها ورق توت، وإذا الشوارع
نفسها انهار تفجر، وقد أصبح صوت النسغ يهمس في الشجر؛ وتذكر المفارقة بين واقع الحال وبين هذا الحلم الذي نقله إليه صوت غيلان - الأرض في الواقع قفص من الدم وألا ضافر والحديد، والسيح فيها معلق بين الموت والحياة، وعشتار فيها دون بعل، والموت هو الذي يركض في الشوارع معلنا انه المسيح المنتظر، والنار تزعم أنها هي الفرات والشمس تعول مبتردة، والآفق ملبد بحسب من جليد؟ البرد يسيطر على كل شيء، ورغم ذلك كله فأن دفئا جديدا قد غمر الشاعر، فجعل الغد يورق في دمائه. وقد ألمحت من قبل إلى ما كان للشاعرة سيتول من أثر في صور هذه القصيدة، وكيفي أن نتأمل هنا انتصار جيكور على المدينة، والاطمئنان إلى الموت الجميل، وأن نقف عند صورة النقيضين من دفء وبرد
كما رسمها الشاعر، فأنها تتصل بوجود تموز وبعل والمسيح أو عدم