فاتفق أن السالمي لقي العبادي ماشياً عند الركن المخلق فنزل عن فرسه وأمسك كمه وقال له: طلبتك إلى الشرع، فقال العبادي: بل أتوجه معك إلى السلطان فجره بكمه، فقال له: كفرت! ثم دخلا المدرسة الحجازية وحضرهما ابن الطبلاوي وغيره فكثر بينهما الكلام ففض ابن الطبلاوي المجلس وقال للسالمي: متى طلبت الشيخ شهاب الدين أحضرته لك، وطلع يلبغا إلى السلطان وسأله في عقد مجلس، فعقد له في ثامن رجب، فادعى السالمي على العبادي أنه كفره، فأنكر، فأقام عليه البينة، فحكم المالكي بتعزيره، وعزله الحنفي من نيابته، ثم اختلفوا في صورة تعزيره، فقال علاء الدين ابن الرصاص قاضي القدس الحنفي التعزير للسلطان فانفض المجلس، ثم أرسله إلى الحنفي فكشف رأسه قدام السلطان وأمر بإخراجه كذلك إلى حبس الديلم ثم إلى حبس الرحبة ثم ضرب بحضرة ابن الطبلاوي تسعاً وثلاثين ضربة تحت رجليه وهما في القلعة، ثم شفع الشيخ سراج الدين البلقيني فيه عند السالمي فأفرج عنه.

وفي رجب استقر تاج الدين الميموني شيخ القوصونية عوضاً عن الشيخ نور الدين الهوريني، وفي شعبان أعاد السلطان على موادع الأيتام ما كان افترضه منهم عند توجهه إلى السفرة المقدم ذكرها، وفي حادي عشر شعبان أعيد القاضي صدر الدين المناوي إلى القضاء وصرف بدر الدين ابن أبي البقاء، ونزل الصدر في موكب حافل ومعه أكثر الأمراء وكان برهان الدين المحلي كبير التجار قد تعصب له وسعى إلى أن التزم عنه بمال جزيل.

وفيه أحضر من دمياط قطعة من مخ سمكة يدخل في كل عين منها رجل ضخم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015