وزيراً بها، فاغتيل بالسم في الطريق، فدخل القاهرة ميتاً، وكان ماهراً في الكتابة، عارفاً بصناعة الحساب، أعجوبة في الذكاء، له الشعر الفائق والنظم الرائق، ما طرق سمعي أحسن من قوله في الرسالة التي كتبها للبشتكي لما صاد السمكة وهي الرسالة الطويلة جاء فيها: وقعد لصيد السمك بالمرصاد، وأطاعه حروف النصر، فكلما تلا لسان البحر نون، تلا لسان العزم صاد.

وهو القائل:

علّقتها معشوقة خالها ... قد عمها بالحسن بل خصصا

يا وصلها الغالي ويا جسمها ... لله ما أغلى وما أرخصا

مات في خامس عشر ذي الحجة، سمعت من لفظه شيئاً من الشعر، وكانت بيننا مودة.

عبد الرحيم بن محمد الطباطبي الشريف الحسني، كان مؤذن الملك الظاهر.

علي بن عبد الله بن يوسف بن حسن البيري علاء الدين الموقع، خدم الناصري بحلب وقدم معه القاهرة فولى توقيع الدست واستمر إلى أن أمر الظاهر بقتله في هذه السنة، فقتل، وكان الناصري يعتمد عليه والكتب ترد على الملك الظاهر بخطه في تلك الفتنة، فحقد عليه، ولما عاد إلى الملك لم يهجه بل استمر في التوقيع، وأمره بمساعدة علاء الدين الكركي لقلة معرفة الكركي بصناعة الديوان فباشر إلى أن سافر الملك الظاهر إلى حلب، وقتل الناصري وأمر بالقبض على البيري فقيد وحمل إلى القاهرة فقتل خنقاً في رابع عشر ربيع الأول وأوصى أن يكتب على قبره:

بقارعة الطريق جعلت قبري ... لأحظى بالترحم من صديق

فيا مولى الموالي أنت أولى ... برحمة من يموت على الطريق

وكان بينه وبين أمين الدين الحمصي مكاتبات ومراسلات، ولم يكن نظمه ونثره بالفائق، بل كان مكثراً مقتدراً، حتى كان يكتب في شيء أنشأ غيره وينشيء في غيره،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015