سنة أربع، وكان كتب الكثير بخطه، وله فوائد ومجاميع مشتملة على غرائب مستحسنة، وكان موت والده في المحرم سنة ست عشرة وسبعمائة.
أحمد بن أيوب بن إبراهيم المصري القرافي شهاب الدين ابن المنفر، سمع الواني والدبوسي والختني وحدث، مات في ربيع الأول.
أحمد بن محمد بن علي الدنيسري شهاب الدين ابن العطار القاهري، ولد سنة ست وأربعين وقرأ القرآن، واشتغل بالفقه على مذهب الشافعي ثم تولع بالأدب ونظم فأكثر، وأجاد المقاطيع في الوقائع، ومدح الأكابر بالقصائد، ونظم بديعية، ولم يكن ماهراً في العربية فيوجد في شعره اللحن، وقد تهاجى هو وعيسى بن حجاج وله " نزهة الناظر في المثل السائر " وكان حاد البادرة، وله ديوان قصائد نبوية نظمها بمكة سماها " فتوح مكة " وديوان في مدائح ابن جماعة سماه " قطع المناظر بالبرهان الحاضر " و " الدر الثمين في التضمين " وهو القائل:
أتى بعد الصبا شيبي وظهري ... رمى بعد اعتدال باعوجاج
كفى إن كان لي بصر حديد ... وقد صارت عيوني من زجاج
مات في ربيع الآخر.
أحمد بن محمد الدفري شهاب الدين المالكي، ناب في الحكم، ومات في آخر السنة.
اينال اليوسفي، مات في هذه السنة وهو أكبر الأمراء مطلقاً، ومشى السلطان في جنازته، وكان شكلاً حسناً شجاعاً مهيباً، مشهوراً بالفروسية، كثير المودة لأصحابه، لكنه لا يطاق عند الغضب بل تظهر له أخلاق شرسة، وكان قد قارب السبعين.