وسمع علي السدجي أحد أصحاب الفخر وتفقه بوالدي وغيره وأذن له ابن خطيب يبرود بالإفتاء، وكان التاج السبكي يثني عليه، وسلك مع ذلك طريق التصوف، وكانت بيده إمامة الطواويس وله فيها وقت للذكر وله راتب على الجامع، ثم دخل القاهرة واجتمع بالسلطان ورتب له راتباً على المارستان المنصوري، وذكر أنه طالع النهاية مرة، وكان حسن الفهم جيد المناظرة، قال: وكان يعتقد ابن العربي، وأقام بالقاهرة تسع سنين.

محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المنبجي شمس الدين الأسمري خطيب المزة، سمع الكثير على التقي سليمان ووزيره وابن مكتوم وغيرهم، وتفرد بأشياء وأكثروا عنه، مات في ذي القعدة عن ست وثمانين سنة، وكان آخر من حدث عن ابن مكتوم بالموطأ وعن وزيرة بمسند الشافعي، وولي بأخرة قضاء الزبداني.

محمد بن أحمد بن علي بن القاصح بدر الدين، نشأ في طلب الكتابة فكتب الخط المنسوب وشارك في الفضائل والآداب، ونظم الشعر وخدم ابن فضل الله وكان لطيف الذات حسن الشكل رأيته وسمعت من نظمه ونوادره، مات في جمادى وله نحو الثلاثين سنة.

محمد بن إسماعيل الأربلي بدر الدين بن الكحال عني بالفقه والأصول، وكان جيد الفهم، فقيراً ذا عيال وهو مع ذلك راض قانع، جاوز الأربعين.

محمد بن عبد اللطيف بن محمود بن أحمد الربعي، أبو اليمن عز الدين بن الكويك، أصله من تكريت ثم سكن سلفه الإسكندرية وكانوا تجاراً، وسمع هذا بالإسكندرية من العتبي ووجيهة بنت الصعيدي وبدر الدين بن جماعة وعلي بن قريش وأبي حيان وغيرهم وكان رئيساً، مسموع الكلمة عند القضاة، مات في جمادى الأولى عن خمس وسبعين سنة، فإنه ولد في شعبان سنة خمس عشرة وسبعمائة.

محمد بن علي بن زبا المصري، سمع من السديد بن الأربلي وغيره وحدث، مات في ربيع الآخر، سمع منه أصحابنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015