من أهل العمل فإنه كان لا يرفع بهم رأساً إلا ابن عبد السلام وابن دقيق العيد، وكان كثير الصخب في بحثه، ووقع بينه وبين شهاب الدين بن أبي الرضا قاضي حلب الشافعي منافرة، فكان كل منهما يقع في حق الآخر وأكثر الحلبيين مع ابن أبي الرضا لكثرة وقوع الحفيد في الأعراض، وسافر في تجارة من حلب إلى بغداد ثم حج وعاد إلى القاهرة، ومات عن ثلاث وسبعين سنة معزولاً عن القضاء ولم يكن محموداً.
عبد الواحد بن عمر بن عباد المالكي تاج الدين بن الجرار، برع في الفقه وشارك في غيره.
علي بن الحسين بن علي بن أبي بكر عز الدين الموصلي، نزيل دمشق كان معتنياً بالآداب، قدم دمشق قديماً، وراسل الصلاح الصفدي ونظم على طريقة ابن نباتة، وعني بالفنون، وكان ماهراً في النظم قاصراً في النثر، نظم البديعية واخترع التورية في كل بيت باسم ذلك النوع وشرح هذه البديعية شرحاً حسناً وكان يشهد تحت الساعات، وله ديوان شعر وشعره سائ، ورثاه علاء الدين بن أيبك بقوله:
يقولون عز الدين وافي لقبره ... فهل هو فيه طيب أو معذب.
فقلت لهم قد كان منه نباتة ... وكل مكان ينبت العز طيب.
علي بن عمر بن عبد الرحيم بن بدر الجزري الأصل الصالحي أبو الحسن النساج، ولد سنة بضع وسبعمائة، وسمع الكثير من التقي سليمان من ذلك الطبقات لمسلم، ومن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم وابن سعد وغيرهما، وحدث، وكان يقال له أبو الهول وهو بها أشهر من اسمه، عاش نحواً من تسعين سنة، ومات