البخاري كثيراً، وخرج لجماعة من الشيوخ، ورحل إلى مصر سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وسمع بها من جماعة وخرج لناظر الجيش جزءاً وصادف ولاية ابن وهبة قضاء طرابلس عند موت ابن السبكي فولي وظائفه، بعناية ناظر الجيش وهي تدريس الأكرمية ومشيخة الأسدية وغيرهما، ودرس وأفتى واستمر على الاشتغال بالحديث يسمع ويفيد الطلبة القادمين وينوه بهم مع صحة الفهم وجودة الذهن.

قال ابن حجي: وفي آخر أمره صار يسلك مسلك الاجتهاد ويصرح بتخطئة الكبار، واتفق وصول أحمد الظاهري من بلاد الشرق فلازمه فمال إليه، فلما كان كائنة بيدمر مع ابن الحمصي أمر بالقبض على أحمد الظاهري ومن ينسب إليه، فاتفق أنه وجد مع اثنين من طلبة الياسوفي فسئلا فذكرا أنهما من طلبة الياسوفي فقبض على الياسوفي وسجن بالقلعة أحد عشر شهراً إلى أن مات في ثالث عشر شوال.

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن السجلماسي أبو زيد المعروف بالحفيد بن رشد المالكي، كان بارعاً في مذهبه، وروى عن أبي البركات البلقيني والعفيف المطري والشيخ خليل، وتقدم في الفقه على مذهبه، وولي قضاء حلب ثم غزة ثم سكن بيت المقدس، قرأت بخط القاضي علاء الدين في تاريخ حلب: كان فاضلاً يستحضر لكن كلامه أكثر من علمه، حتى كان يزعم أن ابن الحاجب لا يعرف مذهب مالك، وأما من تأخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015