إلا أن الشيخ أكمل الدين بعد ذلك بالغ في الرد على من أراد إبطال شيء من الأوقاف وقبح فعل ذلك، وساعده الشيخ ضياء الدين القرمي إلى أن سكن الحال.
وفيها اسستقر أوحد الدين موقع برقوق في نظر خزانة الخاص بعد موت علاء الدين بن غراب.
وفي شوال رمى ابن الحاجب عبد الله بطيراً فصرعه وادعة لبركة وشرع في تجهيز التقدمة على العادة، والعادة في ذلك أن يقدم من يفعل ذلك للأمير الذي يدعي له تقدمة هائلة تساوي قدر ألفي دينار، فذكر بعض الأمراء لبركة أن عبد الله بن الحاجب هذا قدم لصرغتمش قبل هذا التاريخ أضعاف ذلك، فغضب بركة وأخذ التقدمة وأمر بنفيه هو وولده إلى الشام بطالين، ثم شفع عنده فيهما فأمر بردهما فبذلا عشرة آلاف دينار، فأمر عبد الله أربعين وأقام ابنه بطالا.
وفيها في خامس عشرين ذي الحجة وجدت ورقة عند برقوق فيها أن غلام الله مشد الشربخانات يريد أن يكبس عليكم في صلاة الجمعة مع العبيد، فأمر الخطيب أن يوجز الخطبة، واتفق حضور قرط من أسوان ومعه كتب من غلام الله إلى أولاد الكنز يحرضهم على المجيء فقبض على غلام الله وسجن.
وفيها طغا التركمان وتجمعوا بعد كسر مبارك الطازي وقتله، فأرسل برقوق إلى تمرباي نائب حلب أن يرسل إليهم الجيوش وجهز عسكر دمشق إليهم أيضاً فتوجهوا فكسرهم التركمان وتبعوهم إلى الدربند وتبجحوا في ذلك، وكان التركمان لما أحسوا بالغلبة أرسلوا منهم أربعين نفساً بالتحف والهدايا، واظهروا الطاعة والخضوع قبل الوقعة والتزموا بدرك سائر الطوائف فلم يقبل منهم ذلك، وأمسكت رسلهم وأخذ ما معهم وكبس في الحال على منازلهم ونهبت أموالهم وسبيت نسؤهم فانتهكت محارمهم حتى كان الغلمان والأتباع يقتضون الأبكار بغير إنكار،