فلما ألح العسكر في أتباعهم رجعوا عليهم مستقبلين فوقفوا لهم عند مضيق فقتل من العساكر عدد كثير وجرح أكثرهم ونهب ما معهم وهزموهم، فقيل كان جملة ما نهب ثلاثين ألف جمل محملة وثلاثة هشر ألف فرس ونحو ذلك، فحمى التركمان واجتمعوا وأكمنوا لهم عند مضيق يقال له فاز الملك على شاطئ البحر بالقرب من بلدة أناس وطريقه لا يسلكها إلا جمل واحد، فلما مروا بهم أوقعوا بهم فلم ينج منهم إلا الشارد وهلك المعظم، ويقال إن تمرباي أسر فلم يعرف فتحيل حتى أطبق وملك التركمان بلستين واستعدوا لقصد حلب ونهبها.
وفي صفر منها استقر السلطان الملك العادل فخر الدين سليمان بن غازي في مملكة حصن كيفا، فوض إليه ذلك أخوه الملك الصالح بعد أن أشهد على نفسه بالرضا بذلك وخلع نفسه من الملك، وضربت الدراهم والدنانير باسم سليمان، ورسخت قدمه في المملكة.
وفيها أمسك على سابق الدين مثقال الأشرفي زمام الأشرف شعبان كان صودر على مال كثير على يد سيف المقدم فأخذ منه ثلاثة آلاف دينار.
وفي شوال أمر بتبطيل الوكلاء من دور القضاء.
ذكر من مات
في سنة ثمانين وسبعمائة من الأعيان.
إبراهيم بن عبد الله الحكري برهان الدين المصري، ولي قضاء المدينة، وكان عارفاً بالعربية، وشرح الألفية، ثم رجع فمات بالقدس في جمادى الآخرة، وقد ناب في الحكم عن البلقيني في الخليل والقدس وأم عنه نيابة بالجامع بدمشق.
أحمد بن خضر بن أحمد بن سعد بن عمار بن غزوان بن علي بن مشرف بن تركي