سبب ذلك استمرار الحر.
واستهل جمادى الآخرة والأمر على ذلك، وفي هذا اليوم أمر السلطان بجمع اليهود من مراكزهم، فاجتمعوا عنده في الحوش فشرط عليهم مشافهة أن لا يؤخروا عندهم صداق امرأة ولا طلاقها بل يدفع لها في الحال، وأن لا يشهدوا على يهودي ولا نصراني في مرض مخوف بوقف ولا وصية إلا بإذن من القاضي والناظر على المواريث. واستمر الحر إلى أن نقلت الشمس إلى برج القوس فتأخر البرد عن العادة، وانهبط النيل فكان في نصف هاتور في خمسة عشر ذراعاً وافرة؛ ووصل رسول شاه رخ ابن اللنك إلى القاهرة ومعه جماعة، فأقام أكثرهم بالشام ووصل هو ببعض جماعته - إلى مصر، ومضمون رسالته التهنئة بالسلطنة..
شهر رجب الأصم - أوله الثلاثاء، في أول يوم منه خرج أمير المحمل فضرب خيامه مقابل خليج الزعفران، ثم خرج الحاج وهم كثير ورحلوا من ثم في يوم الاثنين فنزلوا مقابل المرج ورحلوا ليلة السبت خامسه -؛ ووصل الخبر بعدهم بقليل بأن العسكر الذين توجهوا إلى العرب بأنهم غلبوا عليهم.
وفي اليوم الرابع عشر منه أدير المحمل وكان حافلاً.
وفي يوم الاثنين سابع شهر رجب دخل فصل الشتاء، واشتد البرد على العادة بعد أن كان الحر تمادى إلى يوم الخميس ثالثه - وتأخر المطر بعد نزول المطرة الأولى المنبه عليها، ثم امطرت مطراً يسيراً مرة بعد مرة،