وتسلطت الدودة على البرسيم فأكلت منه الأكثر، فغلا بسبب ذلك حتى كانت قيمته قدر العام الماضي مرة ونصف أو أزيد، ثم توالت الأمطار وحصل النفع بها.

وفي يوم الاثنين حادي عشر منه دخل أحمد بن إينال وصحبته جماعة من عرب بلي، قبض عليهم فأمر بتسميرهم وتوسيطهم، وهم الذين كانوا في آخر سنة 41 قطعوا الطريق على الحاج ونهبوا منه أموالاً عظيمة، وهلك بسبب ذلك خلائق من النساء والأطفال والرجال بالجوع والعطشن وحصل للناس بذلك سرور كثير، لكن قيل إن كثيراً منهم لم يكن منهم وإنما أخذوهم بغتة ولم يحصل طائل - والعلم عند الله تعالى.

شعبان المكرم - أوله الخميس.

شهر رمضان المعظم قدره وحرمته - أوله الجمعة، في الثاني والعشرين منه وصلت الجمال الذين حملت الحجاج الرجبية، وذكروا أنهم فارقوهم وهم بخير وقد انحط السعر قليلاً وكان الحمل الدقيق بلغ ثلاثة عشر ديناراً فنقص دينار، وكان شاع بالقاهرة أنه بلغ العشرين أو زاد، فظهر كذب تلك الإشاعة.

وفي التاسع منه ثار العامة بدمشق على النائب بها، فهجموا عليه دار السعادة ففتحوا الطبلخلناة فضربوها، فتجمعوا، وكان السبب في ذلك إن شخصاً يقال له عبد الرزاق خدم برددارا عند النائب فاحتكر اللحم وصار هو الذي يتولى الذبيحة، فغلا اللحم وصار يشتري الغنم بالسعر البخس ويبيع بالربح المفرط، فقل الجالب بسبب ذلك فاشتد الخطب حتى كان اللحم يباع بدرهمين ونصف فبلغ ثمانية، فنادى النائب بالجند فأمسكوا منهم جماعة وسجنوهم، فهجم الباقون السجن وكسورا بابه وأطلقوا أصحابهم، وكان النائب قبل ذلك لما شكوا إليه عزل البرددار ونادى بإسقاط المكس عن الغنم، فانحط السعر إلى أربعة وخمسة فلم يقنعهم ذلك، فكاتب في ذلك فوصل الخبر بذلك في الثالث والعشرين من رمضان، فأمر السلطان بجمع الأمراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015