وفي هذا الشهر مات آقبغا التمرازي نائب الشام، ووصل الخبر في يوم الأحد رابع عشر الشهر المذكور، فقرر في نيابة دمشق جلبان نائب حلب، وقرر نائب طرابلس في نيابة حلب، وقرر الحاجب الكبير برسباي الذي كان وقع بينه وبين النائب ما وقع في نيابة طرابلس، وقرر في الحجوبية نائب غزة، توجه دولات باي الدويدار الثاني في تقليد نائب حلب في يوم الثلاثاء.
شهر - جمادى الأولى - أوله السبت، في أول يوم منه نودي بالسفر في رجب لمن أراد التوجه إلى الحجاز صحبة المماليك المجهزة إلى مكة، وكان ما حذا للمناداة الأولى، فتحرك جماعة لذلك منهم - وتوجه قبل ذلك الأمير محمد بن علي ابن إينال أمير شكار -، وصحبته عسكر من الترك والعرب لدفع قبيلة بلي المفسدين في طريق الحجاز، فظفروا بطائفة منهم بسطح العقبة رجعوا بعد أن امتاروا، فقبضوا عليهم واستمروا إلى أن دخلوا بلاد بلي.
وفي يوم الثلاثاء الرابع منه الموافق لخامس عشر بابه والعاشر من تشرين الأول أمطرت السماء في أول الليل قليلاً ثم في أول النهار، ثم أرعدت ولم يكثر المطر إلا من بعد الظهر فاستمر إلى بعد العصر وتزلقت الأرض، وأخذ النيل في الانهباط، ثم لم يظهر اثر ذلك بل ثبت غلى أن انقضت بابه، واستمر البحر إلى أن نزلت الشمس برج الجوزاء، ولم يتغير مزاج الحر - ثم كان ما سنذكره.
وفي يوم الجمعة ثاني عشري جمادى الأولى لبس السلطان الصوف ووافق التاسع من هاتور وهو الخامس من تشرين الثاني، وتأخرت عن عادة الاشرف نحواً من عشرين يوما، وأظن