وفيها توجه شخص من أهل الصلاح يقال له: عبد الله الزيلعي إلى الجيزة، فبات بقرب أبو النمرس فسمع حس الناقوس فسأل عنه فقيل له إن بها كنيسة يعمل فيها ذلك كل ليلة حتى ليلة الجمعة وفي يومها والخطيب على المنبر، فسعى عند جمال الدين المختسب في هدمها فقام في ذلك قياماً تاماً إلى أن هدمها وصيرها مسجداً، وفي جمادى الآخرة تكلم تغرى برمش الحاجب الكبير في الوزير ابن مكانس وشدة عسفه وظلمه، فقال له بركة: أصلح أنت نفسك! فغضب ورمى قباه ولزم بيته، ثم نقل إلى حلب حاجباً فسار إليها.

وفي أواخر شوال قبض على فخر الدين بن مكانس وأخيه الوزير وأهينا وصودرا ثم هربا، واستقر التاج الملكي في الوزارة والشمس المقسي في نظر الخاص، وكان ابن مكانس في مباشرته أهوج شديد الجور وإحداث المظالم حتى أنه قبل القبض عليه بقليل توجه بنفسه إلى بركة الحاج وأمر المقومين أن يحضروا أوراق مكس الجمال التي معهم ومن لم يحضر ورقه ألزم بإعادة المكس، فحصل بذلك للحجاج ضرر كبير، وهو أول من أحدث ذلك فعوجل وكان قبل ذلك بقليل بلغه أن بقيسارية جركس كثيراً من القماش بغير ختم فأغلقها في ليالي العيد ثمانية أيام ففاتهم الموسم وكثر دعاؤهم عليه.

وفيها أمسك ابن التركية أمير عربان البحيرة، فقبض عليه أيدمر والي البحيرة وسجن وتوجه جمع كثير من الأمراء إلى الصعيد لتتبع العربان، فهربوا فرجعوا بغير طائل، وكان الأمير مراد استقر في كشف الصعيد في ثالث عشر صفر، وهو أول من ولي ذلك بتقدمة ألف، فوقع بينه وبين بدر بن سلام أمير عرب البحيرة وقعة انجلت عن قتل مراد فنقل في مركب إلى القاهرة في شعبان. واستقر موسى بن قرمان أمير الأمراء بالوجه القبلي، وهو أول من عملها وقرر في خدمته حاجباً أمير أربعين وذلك في سادس رمضان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015