وكانت بيد الشيخ صدر الدين الياسوفي، وأعانه على ذلك الشيخ حب الله فانتزعها من الصدر فاتفق أن العليمي قبض عليه والي الشرطة في خامس عشر شهر ربيع الآخر في بيت نصراني وبين يديه باطية خمر فحمله إلى الحاجب فأقام عليه الحد واتفق أن الذين وشوا به كانوا من أتباع الياسوفي فانتصر له النائب فرسم عليهم وعلى الياسوفي وقرر في مشيخة الأسدية الشيخ شمس الدين بن سند.
وفي ربيع الآخر قام جماعة على الشيخ شمس الدين الحنفي القونوي المقيم بالمزة ورفعوا إلى السلطان أنه يقع في العلماء حتى في الصحابة، فرسم أن يعقد له مجلس بدمشق فطلبه النائب وادعى عليه فلم يثبت عليه شيء فأطلق وعظم قدره بعد ذلك.
وفيها استقر أمير غالب بن أمير كاتب همام الدين بن قوام الدين الإتقاني في قضاء الحنفية بدمشق، وكان مذكوراً بالفسق والجهل.
وفيها نازل الفرنج طرابلس في عدة مراكب فالتقاهم يلبغا الناصري فهزمهم فإنه أمر العسكر أن يتأخروا فطمع فيهم الفرنج وتبعوهم إلى أن بعدوا عن البحر فرجع عليهم بالعسكر فهزمهم وقتل منهم جماعة وكان فتحاً مباركاً لأنه استطرد لهم إلى أن صاروا في البر فضرب عليهم مريحاً فقبض على أكثرهم وقتل منهم جمع كثير وفر من بقي إلى المراكب فاقلعوا بها هاربين. وفيها نازل مبارك الطازي نائب البلستين خليل بن دلغادر التركماني ومن معه فانكسروا فتبعهم فردوا عليه فكسروه وأمسكه خليل فضرب عنقه صبراً.