فأعاد السلطان المراسلة إلى أن حصلت الإجابة إلى ما طلبه الأتابك، وجهزوا له الأربعة فحبسهم، ونزع الطائفتان السلاح ورجعوا إلى بيت الأتابك، فأحضر القضاة في يوم الأحد وشرعوا في تحليف الجند أجمع على أنهم في طاعة السلطان والأتابك على الأربعة وجهزهم للسلطان، وجهز أربعة أنفس كانوا رؤساء في مقابلة أولئك فخلع السلطان عليهم، واستمر الحال على ذلك إلى يوم الخميس، فصعدوا الجميع إلى خدمة السلطان وسكن الاتابك بالإصطبل، فلما اصبح يوم الجمعة اجتمع عدد من المماليك الجلب ونازعوا الاتابك في ذلك، وأنكروا سكناه الإصطبل ونسبوه إلى أنه يروم السلطنة فتنصل من ذلك، واتفق أنه لم يصل الجمعة مع السلطان من الطائفتين إلا النادر، ولم يجتمعوا في الخدمة يوم السبت ولا الاحد ولا الاثنين، فكثر تأذي العامة بالجلب فأمسك منهم اثنان وضربا وجرساً، فسكن شرهم قليلاً.
شهر ربيع الأول أوله السبت، في الرابع منه دخل يشبك الحاجب الكبير ضعيفاً في محفة فنزل في بيته أول النهار وهرع الناس للسلام عليه، فأقام أياماً يسيرة ثم تعافى.
وفي خامسه دخل سائر الأمراء فبادروا إلى الإصطبل، فخرج إليهم الأمير الكبير، فوقفوا جميعاً تحت القلعة، وتقدم الأمير الكبير فقبل الأرض والسلطان في القصر - يشاهدهم وقبل بقية الأمراء واحداً بعد واحد، فأمر للقادمين بالخلع فخلع عليهم، ونزلوا إلى بيوتهم وهرع الناس للسلام عليهم.
وفي يوم الخميس قبض على جماعة من الأمراء القادمين وغيرهم، منهم جانم أمير آخور، وجكم والثلاثة الذين كانوا قبضوا معه وعلى باي ويخشباي وأينال ومقدم المماليك ونائبه