وتاني بك الجقمقي نائب القلعة - وتمام ثمانية عشر نفساً منهم تاني بك الجقمقي نائب القلعة - وسفروهم إلى الإسكندرية، وأنزلوا صبيحة يوم السبت في القيود إلى شاطئ النيل، فأنزلوا في المراكب حيث أمر بهم إلى الإسكندرية -، استقر تمر باي نائب الإسكندرية وسافر على البر وتاني بك في نيابة القلعة كما كان أولاً، ووكل بالزمام وبالخازندار ثم أفرج عنهما.
وفي التاسع عشر منه جمع الخليفة والقضاة والأمراء فلما اجتمعوا بالقاعة داخل الأصطبل عند الأمير الكبير نظام الملك قال الأمير قرقماس للجماعة إن جماعة الأمراء اجتمع رأيهم على تقرير الأمير النظام في السلطنة لعجز لملك العزيز عن ترتيب المملكة ويترتب على ذلك الفساد الذي لا خفاء به، فأجابه الخليفة بأنني أعلم هذا وأشهدكم أنني خلعت الملك العزيز من السلطنة وصيرت الأمير الكبير جقمق في السلطنة، وبايعه في الحال وألبس الخلعة وصعد إلى القصر وجلس على الكرسي - وبايعه الأمراء، وحمل الأمير قرقماس القبة وخلع عليه على العادة، وقدم للخليفة الفرس والخلعة، ولبس - وركب ورجع إلى منزله، ثم صعد القضاة فسلموا على السلطان، وقررهم في وظائفهم وتوجه كل إلى بيته - فكان ما سنذكره.
وفي صبيحة يوم الأربعاء المذكور أمطرت السماء مطراً خفيفاً، وكان النيل بلغ تسعة عشر إصبعاً من تسعة عشر ذراعاً، فلما كان عند الثلث الأخير من ليلة السبت الثاني