واستهل جمادى الأولى ليلة السبت، فيه قدمت رسل مراد بن محمد بن أبا يزيد بن عثمان ملك الروم بهدية، وفي سابع عشرة قدم الأمراء الذين جردوا لحلب، فهرع الناس للسلام عليهم ثم طلعوا القلعة فخلع عليهم، وفي صبيحة قدم الأمراء المجردون إلى البحيرة وصحبتهم الأمير حسن بك بن سالم البلوى التركماني ومحمد بن بكار ابن رحاب وقد دخل في الطاعة، وفيه رفعت يد القاضي الحنفي من وقف الطرخي، وأمر أن يحاسب على متحصله وأن يتحدث فيها جوهر الخازندار، ثم بطل ذلك وأعيدت للقاضي.

وفيه نودي من له ظلامة فليحضر إلى باب السلطان في يومي الثلاثاء والسبت، وأمر القضاة أن يحضروا مجلس الحكم في المظالم، فحضروا يوماً واحداً ثم بطل ذلك.

وفي سابع جمادى الأولى خرج الركب الحجازي وأميرهم خليل الذي - كان - ناب في الإسكندرية ومعه نحو السبعين من المماليك ليقيم بهم بمكة عوضاً عن الذي كان فيها وخرج معه عدد كثير من الحاج والتجار، ورحلوا من خليج الزاعفران في التاسع منه.

وفي الخامس عشر منه وصل الأمراء - الذين كانوا بحلب - وفيهم جقمق الأمير الأمير الكبير الذي ولي السلطنة بعد هذا بسنتين والدويدار الكبير أركماس الظاهري، وتأخر منهم خجا سودون فلم يحضر.

وفي يوم السبت تاسع عشر منه حضر القضاة الأربعة بأمر السلطان مجلس الحكم وتكلم الشافعي معه في عدة حكومات بين حكم الشرع فيها، ثم لما فرغوا أمرهم السلطان أن يبطلوا الوكلاء من أبوابهم فأجابوا بالإمتثال، ثم تكلموا في الذين يعاملون بالربا وما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015