التركمان الذين حول حلب فتجهز له الأشرف نفسه فلم يتم له أمر وأذعن للصلح، ثم اتفق أن إسكندر بن قرا يوسف فر من مروان شاه ولد اللنك فبلغ خبره قرا يلك فتبعه، فلما تلاقوا كسره إسكندر كسرة شنيعة وانهزم قرا يلوك فوقع في خندق البلد وهي ارزن الروم، فنزل إليه جماعة من جهته فاحتملوه ودلي من بالقلعة لهم الجبال فربطوه ورفعوه، فمات في العشر الأخير من صفر في هذه السنة وقد بلغ التسعين او زاد عليها وذكر لي الشيخ بدر الدين بن سلامة أنه لما استولى على ماردين استصحبه، قال: فوجدته في عيشة شظة إلى الغاية وفي غالب زمانه مشتغل بالشر، وتفرق أولاده بعدة بلاد وانكسرت شوكتهم جداً، فجهز ولده علي بك ينتمي إلى سلطان مصر ويلتزم أن يكون من جهته.
علي بن صلاح بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن الحسين الحسني إمام الزيدية مات وأقيم ولده بعده فمات عن قرب بعد شهر، فقام بقصر صنعاء عبد بن عبيد الإمام يقال له سنقر وأراد إن يجعلها مملكة بالشوكة، فأنف الزيدية من ذلك وثاروا عليه وأقاموا مهدي بن يحيى ابن حمزة قريب الإمام، وجده مزة هو أخو محمد - جد صلاح، ويقال إن أم الإمام راسلت صاحب زبيد الملك الظاهر تسأله أن يرسل أميراً على صنعاء، ولم يتحقق ذلك إلى الآن.
فيروز قطب الدين فيروز شاه بن تهمتم بن جردن شاه بن طغلق ابن طبق شاه صاحب هرمز والبحرين والحسا والقطيف.
قصروه نائب الشام كان من بقايا مماليك الظاهر برقوق، تقدم في دولة الأشرف وولي أمير آخور في أول دولته، ثم ولاه نيابة طرابلس، ثم نقل إلى حلب في سنة ثلاثين فاستمر إلى سنة 37، ثم نقل لنيابة دمشق بعد موت جارقطلي في شعبان منها، وكان عاقلاً فاستمر إلى أن مات ليلة الأربعاء - في ثالث ربيع الآخر.