ولازم الشيخ مجد الدين الشيرازي وأخذ عنه النحو واللغة، وجاور معه بمكة وبالطائف ومهر إلى أن صار مفتي تعز مع ابن الخياط، ومات بالطاعون أيضاً.

عثمان بن قطلبك بن طرغلي، التركماني المعروف بقرايلوك، كان أبوه من أمراء التركمان بديار بكر وتأمر هو بعده، وكان شجاعاً أهوج، وله مع الترك والعرب وقائع، ولما طرق اللنك البلاد انتمى إليه، ودخل في طاعته فاستنابه في بلاده، وحضر معه فتح البلاد الشامية، ووقعت له وقعة مع جكم لما ولي السلطنة بحلب فقتل جكم في الوقعة وقوي قرا يلك واستولى على ماردين وقتل صاحبها وهو آخر أهل بيته، وكان بينه وبين حديثه بن سيف بن فضل أمير العرب، وكانت بينه وبين حميد بن نعير عداوة، فنصر قرا يلك هذا فكبس حديثة بالقرب من شيزر، فكاتب الملك المؤيد قرا يوسف في الغارة على قرا يلك وسار المؤيد من مصر، فلما بلغ ذلك قرا يلك ترامى على المؤيد وانتمى إليه فأرس إلى قرا يوسف فشفع فيه فرجع عنه، ثم صار قرا يلك يغير على بلاد قرا يوسف فخنق منه وكبسه، ففر منه إلى حلب فتبعه، فجفل أهل حلب من قرا يوسف وفروا على وجوههم إلى الشام ثم إلى مصر، ثم كبس قرا يلك على بيرم النائب بأرننكان فقتله، واتفقت وفاة قرا يوسف ثم المؤيد، وغلب قرا يوسف على أرزنكان، وكانت له وقعة مع برسباتي قبل أن يلي السلطنة وبرسباتي يومئذ نائب طرابلس انكسر فيها برسبائي، وبسبب هذه الوقعة غزا برسبائي في سلطنته آمد، وكانت له وقعة أخرى مع برهان الدين قاضي سيواس قتل فيها البرهان، واستمر قرا يلك أميراً مدة وملك الديار ديار بكر، وشرع في إيواء من هرب من السلطان الأشرف فجهز له عسكراً في سنة 32 فتوجهوا لجهة آمد، فكبس هابيل بن قرا يلك وهي في طاعة السلطان فأخذها عنوة واستباحها، فوصل العسكر فأسروه، ثم جهز للقاهرة فاتفق موته بالطاعون سنة 33 ثم غزا الملك الأشرف آمد ففر قرا يلك واستمر الأشرف يحاصر آمد، ثم رجع إلى الديار المصرية واستمر قرا يلك على حاله في نهب القوافل وقطع الطريق، ثم إن قرا يلك جهز من نهب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015