اليوم الذي يليه ذراع، فأكمل أربعة عشر ذراعاً في خامس عشري أبيب وهو شيء لا عهد للناس به من دهر طويل، ثم أكمل ستة عشر ذراعاً في ثامن عشري أبيب، وكسر الخليج في تاسع عشريه وهو ثالث شعبان.
وفي السادس والعشرين من رجب خرج الركب الرجبي وكان لهم خمس وعشرون سنة لم يخرجوا، وحج خلق كثير منهم تاج الدين ولد القاضي جلال الدين البلقيني.
وفي ليلة الرابع عشر من شعبان خسف القمر حتى لم يبق من جرمه إلا اليسير، فاستمر من قبل نصف الليل إلى أن تكامل الجلاؤه طلوع الفجر.
وفي أول شعبان جلس السلطان للحكم بين الناس فطلب مدرسي القمحية وهم جمال الدين البساطي ومن يشركه فأهينوا وألزموا بالقيام - بمال لأجل عمارتها، وأرجف بأن أرضها الوقف أقطعت لبعض المماليك لكن لم يتم ذلك.
وفي حادي عشري شعبان صرف ابن العجمي عن الحسبة واستقر بدر الدين العيني، وجعل ما للمحتسب وهو في اليوم ديناران من الجوالي واحد للمحتسب وواحد لابن العجمي، وفيه حمل المظفر أحمد بن المؤيد من القلعة إلى الإسكندرية نهاراً فحبس بها في برج إلى أن مات بعد ذلك.
وفي الثاني والعشرين من شعبان أثبت أن أوله الاثنين شهد اثنان عند شمس الدين الأسيوطي المعروف بزوج الحرة النائب في الحكم فقبلهما، ولزم من ذلك أن يكون أول رمضان يوم الأربعاء، فلما كان ليلة الثلثاء خرجوا لترائي الهلال فما رأوا، ثم تراءوا ليلة الأربعاء فلما تكلم أحد برؤيته، ثم غاب ليلة الخميس مع مغيب الشفق وكثر كلام الناس في الشهادة الماضية.