وفي أوائله عصى إينال نائب صفد وأطلق المسجونين بها وهم جلبان أمير آخور وإينال الجكمي رأس نوبة كان ثم نائب حلب ويشبك الأنالي الأستادار ووجد بصفد نحو مائة ألف دينار فتقوى بها وأرسل كتبه إلى الأمراء، فلم يوافقه من بالقدس فأرسلوا كتابه مصر فكوتب مقبل الذي كان دويدار وقرر - بعد قتل جقمق نائب الشام إمرة بدمشق بأن يتوجه إلى صفد نائباً بها، وكوتب نائب الشام فجمع العسكر وتوجه إلى صفد، فلما كان في العشر الأوسط من رجب أوقع إينال صفد - بالأعراب فكسروه، ففارقه الأمراء المسجونين الذين - كان أطلقهم فتوجهوا إلى دمشق طائعين، ثم أراد تغري بردى الكبكي الوثوب بنائب دمشق ففطن له فقتل. واتهم الأمراء الذين جاءوا طائعين بالخديعة في ذلك فقبض عليهم، ثم أطلق جلبان وسجن الآخران.

وفي هذه السنة كان المطر والبرد بالحجار شديداً، وأمطرت بنواحي صفد برداً بلغ وزن كل واحدة ثلاثين رطلاً بالمصري، ووجدت على باب بعض البيوت منها بردة لابدة مثل الثور.

وفي الثالث والعشرين من شهر رجب وصل قاصد النائب بالإسكندرية ومعه قاصد من صفد بكتاب يستدعيه فقبض على قاصد نائب صفد وخلع على قاصد نائب الإسكندرية، واستمر مقبل الذي استقر في نيابة صفد يحاصر نائبها المنفصل في القلعة إلى شوال، فنزل إينال بالأمان، فقبض عليه ودقت البشائر بالقاهرة، وأرسل بشمس الدين ابن العسال وكان قد ولي كتابة السر بها ونظر الجيش، فضرب بالمقارع بحضرة السلطان لكونه كاتب عن نائبها إلى نائب الإسكندرية وأمر بقطع يده فشفع به، وصادف زيادة النيل في ذلك اليوم يعني ثالث رجب عشرين إصبعا فسر الناس به وتباشروا بالرخاء والأمن، ثم نودي عليه في ثامن عشري رجب خمسين إصبعا، وفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015