وفي جمادى الأولى جهز الأشرف إلى مكة مقبل القديدي بسبب عمارة ما وهي من المسجد الحرام وطلب من القاضي الشافعي ما كان القاضي جلال الدين البلقيني ذكر للمؤيد أنه تحصل عنده من ذلك وهو سبعة آلاف دينار فكشف القاضي الشافعي عن ذلك فوجد المختص بعمارة الحرمين قدر ألقي دينار أو يزيد قليلاً وباقي ذلك لعدة جهات من أوقاف وغيرها كانت مودعة تحت يد الجلال، فلم يقبل الأشرف ذلك وألزم المباشرين على الأوقاف المتعلقة بالحرمين بذلك، فلاذوا بالقاضي فأذن لهم في الاقتراض، ثم ضاق بهم الأمر فتعلق على ورثة جلال الدين فاستعيدت منهم ألف دينار كان والدهم أخذها من مال الحرمين على أنها من معلومه وكان أقام مدة طويلة لا يتناول من مال الحرمين معلوماً، فشهد عليه القاضي علاء الدين الحنبلي أنه كان تبرع بذلك، وكان نائب دمشق تاني بك ميق ونائب حلب تغري بردى ونائب حماه تاني بك البجاسي ونائب طرابلس أركماس الجلباني ثم صرف واستقر بعده ثم صرف تغري بردى من حلب إلى بهنسا وتحصن بقلعتها هو وكزل الذي كان هرب من المؤيد إلى ملطية، ونقل البجاسي إلى نيابة حلب وتولى نيابة حماه جارقطلي الصهيوني.

وفيه صرف شرف الدين بن تاج الدين عبد الوهاب ابن نصر الله من نظر الخزانة السلطانية وغيرها وأعيد ذلك لزين الدين عبد الباسط، فكانت ولاية شرف الدين لذلك نحو سبعة أشهر، وانصرف غير مشكور لبأو كان فيه ودعوى عريضة.

وفي الثامن من جمادى الأولى نودي أن لا يباشر نصراني في ديوان أحد من الأمراء، ثم انتقض ذلك بعد مدة، وكذا كان ضيق عليهم في الأيام المؤيدية ثم تراجعوا قليلاً قليلاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015