جداً وتكلم الأمير الكبير معه في أمر السلطنة فوافقه على ذلك، فلما كان في الثامن من ربيع الآخر يوم الأربعاء قبل الظهر بقدر درجتين عقد له الملك وهو في المرقد بالأشرفية ثم ألبس الخلعة وجلس على التخت وفوض الخليفة وعقدت له البيعة ولقب الملك الأشرف، وخلع في صبيحة ذلك اليوم علي تنبغا المظفري واستقر أميراً كبيراً أتابك العساكر وتحول إلى البيت الذي فيه طرباي مقابل القلعة وانتقل إلى بيت ططر وغيرها من بيوت السلطنة واستقر فيها الأشرف، واستقر آقبغا التمرازي أمير مجلس عوضاً عن قجق بحكم انتقاله إلى وظيفة أمير سلاح عوضاً عن تنبغا واستقر تنبغا المظفري أتابك العساكر، وخلع الملك الصالح محمد فكانت مدة سلطنته أربعة أشهر، وخلع على نائب الشام خلعة السفر واستقر معه حسين بن السامري في نظر الجيش، وانفصل ابن الكشك عن نظر الجيش وبقي معه قضاء الحنفية وسافر، وعمل الأشرف موكباً حافلاً، وأحضرت رسل الفرنج الكسلان، ومنع السلطان من تقبيل الأرض له واقتصر على يده ودوره.

وفي ليلة الاثنين ثالث عشر ربيع الآخر أمطرت السماء بالقاهرة مطراً استمر الليل كله وقطعة من النهار وذلك في حادي عشر برموده وهو من المستغربات، وفي الشعر الذي استقر فيه الأشرف في السلطنة أمر بإبطال القدر الذي كان يأخذه من يسافر بالأمير المنفصل عن إمرته إذا حبس أو نفي، وكان المقرر لذلك ألفي دينار إلى ألف دينار إلى دونها بحسب مقاديرهم فأبطل ذلك وأمر أن ينقش في اللوح الرخام فوق النقش الذي جعله السالمي في دولة الناصر فرج بسبب المرتجع من الإقطاع عند انتقال الإمرة - وقد تقدمت الإشارة في الحوادث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015