وفي التاسع منه جدد كاتب السر علم الدين ابن الكويز خطبة بالمدرسة البقرية مقابل باب منزله لتعاظمه أن لا يتوجه إلى الجامع الحاكمي ماشياً وإشفاقه من الإنكار عليه أن يتوجه راكباً مع قرب المسافة. وفي هذا الشهر أشار كاتب السر أيضاً بإبطال المارستان الذي أتخذه الملك المؤيد تحت القلعة مكان الأشرفية الشعبانية وأقام فيه خطيباً ظناً منه أنه يتقرب بذلك.
وفي هذه السنة كان فصل الربيع مختلف المزاج جداً ما بين حر شديد وسموم وما بين برد شديد وما بين ذلك.
وفي أواخر رمضان صرف أرغون شاه من الأستادارية وقرر فيها أيتمش الخضري.
وفي هذا الشهر حدثت كائنة غريبة وهو أن عبد الرحمن السمسار في الغلال كان اشترى دارا من ابن الرندي بشاطئ النيل فزخرفها وأتقنها وغرم عليها على ما يقال أكثر من خمسة آلاف دينار وقفها على جهات، وجعل صورة الوقف في خشب محفوراً فيه يقرأ كل أحد فلما مات شهد جماعة عند بعض نواب الحنفي بأنها وقف وذكروا شروطها بخلاف ما ظهر بعد ذلك محفوراً في الخشب. فاتفق أن المباشرين بديوان المفرد وجدوا على عبد الرحمن مسطوراً لجهة السلطان بمال جزيل فلم يوجد له ما يوفى منه فأمر ببيع داره، فقيل له إنها وقف فهدمها، فهدمت فكانت كائنة شنيعة، وبيع رخامها على حدة وخشبها على حدة، ثم باع ورثته أنقاضها، وبلطت الوقفية الأصلية الزور.
وفي جمادى الأولى ألزم الأشرف البزازين أن لا يبيعوا شيئاً من القماش بالنسيئة ولا يشتروه، فحصل لهم بذلك ضيق كبير، ثم أفرج عنهم وألزموا أن لا يخبروا الشراء مبهماً، بل إن كان نقداً فنقد وإن كان نسيئة فنسيئة.