جملة الأمراء صحبة تمربغا المشطوب فتذكر الواقعة لما رآه فأمر بشنقه، فقتل وشنق وعلقت رأسه بجف كلب، وذلك في آخر رجب من هذه السنة؛ وكان كردى بك قليل الشر للمسافرين والقوافل في أيامه آمنة - نقلته من ذيل تاريخ حلب.

محمد بن إبراهيم، البوصيري شمس الدين الشافعي، كان خيراً ديناً، كثير النفع للطلبة، يحج كثيراً، ويقصد الأغنياء لنفع الفقراء، وربما استدان للفقراء على ذمته ويوفي الله عنه، وكانت له عبادة، وتؤثر عنه كرامات، مات في سادس ربيع الآخر.

محمد بن أحمد، ناصر الدين الهذباني الكردي الطبردار، كان من أبناء الأجناد، فتعلق بمجالسة العلماء فصحب الكمال الدميري ثم نور الدين الرشيدي، وكان يتدين ويسرد الصوم ويواظب الجماعة ولا يقطع صلاة الصبح بالجامع الأزهر، يقوم نحو ربع الليل يتمشى من منزله بحارة بهاء الدين إلى الأزهر فيصلي به الصبح كل يوم، وكان يكتسب من التجارة في الحوائص ثم كبر وترك، لازمني مدة، وكان على ذهنه أشياء.

محمد بن خليل بن هلال، عز الدين الحاضري الحلبي الحنفي، ولد في إحدى الجماديين سنة سبع وأربعين وسبعمائة، ورحل إلى دمشق فأخذ بها عن جماعة منهم ابن أميلة، قرأ عليه سنن أبي داود والترمذي، ودخل القاهرة فأخذ عن الشيخ ولي الدين المنفلوطي والشيخ جمال الدين الأسنوي، ورحل إلى القاهرة مرة أخرى وجمع على العسقلاني إمام الجامع الطولوني، وتفقه ببلده وحفظ كتباً نحو الخمسة عشر كتاباً في عدة فنون، وأخذ عن الشيخ حيدر وغيره، ورافق الشيخ برهان الدين سبط ابن العجمي، وأخذ عن مشايخها كثيراً سماعاً واشتغالاً، وقرأ على شيخنا العراقي في علوم الحديث وأجاز له، ولازم العلم إلى أن انفرد وصار المشار ببلاده، وولي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015