قضاء بلده ودرس وأفتى، وكان محمود الطريقة مشكور السيرة، مات في شهر ربيع الأول، وصليت عليه صلاة الغائب بالجامع الأزهر في أواخر جمادى الأولى، قال البرهان المحدث بحلب - ومن خطه نقلت: لا أعلم بالشام كلها مثله ولا بالقاهرة مثل مجموعه الذي اجتمع فيه من العلم الغزير والتواضع والدين المتين والمحافظة على صلاة الجماعة والذكر والتلاوة والاشتغال بالعلم، قلت: وكان المؤيد يكرمه ويعظمه - رحمها الله تعالى. محمد بن سويد شمس الدين المصري أخو بدر الحسن مات في هذه السنة بالصعيد محمد بن عبد الرحمن، ابن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله، الفاسي رضى الدين أبو حامد الحسني المكي، ولد في رجب سنة خمس وثمانين وسبعمائة، وسمع الحديث وتفقه ودرس وأفتى، وولي قضاء المالكية في شوال سنة سبع عشرة عوضاً عن مستنيبه وابن عمه القاضي الشيخ تقي الدين، ثم عزل عن قرب فناب عن القاضي الشافعي، مات في ربيع الأول، وكان خيراً ساكناً متواضعاَ ذاكراً للفقه، وأخوه محب الدين أبو عبد الله محمد كان أسن من أخيه، أجاز له ابن أميلة وغيره، ومهر في الفقه.
محمد بن البرجي، بهاء الدين، ولي الحسبة مراراً ووكالة بيت المال وكان قد صاهر الشيخ سراج الدين على ابنته فولد له منها ولده بدر الدين محمد، ثم ماتت فتزوج بدر الدين ابن الشيخ المدعوة بلقيس فأولدها أولاداً، وكان استقر في شهادة العمائر السلطانية بواسطة ططر، ومات في أول صفر عن سبعين سنة.
يوسف الصفي - نسب إلى الصف من الإطفيحية، كان شيخاً مهاباً كثير البر والإيثار للفقراء قائماً بأحوالهم يأخذ لهم من الأغنياء، واتفق في آخر عمره