فصار من أمراء الألوف، ثم ولاه نيابة حلب سنة عشرين عوضاً عن اقباي، فلما توجه السلطان إلى الروم كان في صحبته فقرره في حصار كركر مع عدة أمراء، فلما طرق قرأ يوسف البلاد فر قجقار إلى حلب، فبلغ السلطان ذلك فغضب عليه ثم رضى عنه وجهزه إلى الشام بغير إمرة، ثم أعيد لما رجعوا إلى القاهرة، ثم تجهز مع ولد السلطان إلى بلاد ابن قرمان، فلما عاد عظم قدره، وامتدت عينه عند ضعف المؤيد إلى السلطنة وحرص على ذلك، فسبقه ططر فقبض عليه فكان آخر العهد به.

كردى بك أمير التركمان بالعمق ابن كدير التركماني، استولى على العمق من أعمال حلب بعد موت ابن صاحب الباز، وكان يقع بينه وبين أمراء حلب فتارة يصافيهم وتارة ينابذهم، وكان قد كثر جمعه بعد قتل جكم وطمع في الاستيلاء على ما حوله من القلاع فجمع له تمربغا المشطوب نائب حلب في أيام الناصر عسكراً وقصده وهو بطرف العمق من جهة الشمال فوقعت الوقعة، وكانت الكسرة على العسكر الحلبي فقوى تمر كردي بك، وكان إذا ولي دمرداش نيابة حلب يطمئن ويصانعه بخلاف غيره، ولما ولي الملك المؤيد نيابة حلب في أواخر دولة الناصر، نازله بالعمق وكردى بك تحت الجبل بالقرب من بقراس، فهجم كردى بك بعسكره على شيخ، فثبت له إلى أن وقعت الكسرة على عسكر كردى بك فانهزم وتشتت عسكره، واستمر كردى بك هارباً وخرج الناصر طالباً القبض على شيخ ونوروز، فكان من أمره ما كان وقتل وصارت السلطنة للمؤيد، فلما ولي دمرداش نيابة حلب حضر كردى بك ووافقه على معاملة الأمير طوخ وهو نائب حلب، فقوى طوخ ورجع كردى بك وصحبته دمرداش إلى العمق، ثم توجه إلى مصر وآل أمره إلى القتل، واستمر كردى بك في بلاده وأظهر طاعة المؤيد، فلما مات ودخل الظاهر ططر حلب في سنة أربع وعشرين حضر كردى بك، واتفق أن ططر كان من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015