وفي أوائل المحرم تسلم علي بن قرمان بلاد أخيه، وعصت عليه قلعة قونيا فحاصرها، وخطب باسم المؤيد في جميع تلك البلاد، ووصلت هدية على المذكور إلى السلطان في صفر وهو في ربيع خيله.
وفي العشرين من صفر نزل السلطان إلى بيت كاتب السر على شاطئ النيل، وعمل الوقيد في ليلة الثاني والعشرين وبالغ المباشرون في رمي النفط وترتيب السرج.
وفي سادس عشريه نزل السلطان إلى بيت أبي بكر الأستادار يعوده، فقدم تقدمة سنية على العادة. وفيه شاع الخبر بأن قرا يوسف قد تأهب للمجيء إلى الشام، وكان بلغه ما نودي به في حقه في القاهرة، وكان أرسل يطلب التمكين من قرا يلك فلم يجب سؤاله، ثم أرسل يطلب من السلطان الجواهر التي كان السلطان أخذها منه وهو مسجون بدمشق، فرد جوابه بما يكره فتهيأ لدخول البلاد الشامية، فاستعد السلطان لذلك وكان قد لهج قبل ذلك بالمسير إلى بغداد وتمادت الأيام ولا يزداد إلا تصميماً على ذلك.
وفي الثامن والعشرين من المحرم سخط السلطان على صدر الدين ابن العجمي بسبب كلام نقل له عنه وهو أنه يتمنى موته ويدعو عليه. وواجهه بذلك أحمد بن الشيخ محمد المغيربي في مجلس السلطان، وتفاحشا في القول فأكد قول ابن المغيربي جماعة دسهم كاتب السر ابن البارزي لبغضه في ابن العجمي، فأمر السلطان بإخراجه من القاهرة وأن يستقر كاتب السر بصفد، فكتب توقيعه في الحال وألزم بالخروج من بيته في يومه