صفد، وأعطى فخر الدين الأستادار إقطاع برسباي، وأعطى بدر الدين الوزير إقطاع فخر الدين، ثم اعتقل برسباي بقلعة المرقب في شعبان كما سيأتي، وهو الذي آل أمره إلى استقراره في السلطنة بعد خمس سنين.

وفي هذه الشهر كتب محضر المئذنة المقدم ذكرها وهدمت، وأغلق باب زويلة بسبب ذلك ثلاثين يوماً، ولم يقع منذ بنيت القاهرة مثل ذلك.

وفي جمادى الأولى تحرك عزم السلطان على الحج، وقويت همته في ذلك، وكتب إلى جميع البلاد بذلك وأمرهم بتجهيز ما يحتاج، وعرض المماليك الذين بالطباق وغيرهم من يسافر معه للحج وأخرج الهجن، فجهز جملة من الغلال في البحر إلى ينبع وجدة، وركب إلى بركة الجيش، فعرض الهجن في شعبان. ثم ركب إلى قبة النصر ومر في شارع القاهرة وبين يديه الهجن وعليها الحلل والحلي، وجد في ذلك واجتهد إلى أن بلغه عن قرا يوسف ما أزعجه. ففترت همته عن الحج ورجع إلى التدبير فيما يرد قرا يوسف عن البلاد الشامية وأمر بالتجهيز إلى الغزاة.

وأرسل في ثاني رمضان بتتبع الغلال المجهزة إلى الحج وكان ما سنذكره إن شاء الله قريباً.

وفي حادي عشر جمادى الأولى ولد للسلطان ولد اسمه موسى، فأرسل مرجان الخازندار مبشراً به إلى البلاد الشامية، فكان في حركته سبب عزل القاضي نجم الدين ابن حجي قاضي الشافعية بدمشق، وذلك أنه وصل إلى دمشق فأعطاه كل رئيس ما جرت به العادة ولم ينصفه القاضي الشافعي فيما زعم، فلما رجع في شعبان أغرى السلطان به ونقل له عن النائب أنه يشكو من القاضي الشافعي المذكور وأنه سأله في حكومة، فغضب بسببها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015