محمد بن قرمان عزم على التوجه إلى طرسوس، فلما كان في الخامس عشر من شهر رجب نازل محمد بن قرمان طرسوس، فانتمى إبراهيم بن رمضان المذكور، فبلغ ذلك السلطان فأرسل إلى حموة بن إبراهيم المذكور يقرره في مكان أبيه في نيابة أذنة ويحرض نائب حلب على اللحاق بشاهين الأيدكاري بطرسوس، ووقع بين أهل طرسوس وابن قرمان حرب شديد، فاتفق أن ثار بمحمد بن قرمان وجع باطنه فاشتد عليه، فرحل عنها في سابع شعبان.
وفيها تواقع على بن دلغادر وأخوه محمد فانتصر وانهزم علي، فأدركه يشبك نائب حلب فأضافه محمد وقدم له وحلف له على طاعة السلطان.
وفيها أوقع تنبك نائب الشام يعرب آل علي قريباً من حمص، فنهب منهم ألف جمل وخمسمائة جمل، فباع الرديء منها وجهز البقية وهي ألف وثلاثمائة إلى السلطان.
وفيها استنجد نائب ملطية السلطان فكتب إلى نائب طرابلس أنه يتوجه بعسكرها بحدة له، وأرسل مالاً كثيراً يعمر به خاناً وقيسارية وطاحوناً وزاوية ويوقف ذلك عليها. وجملة المال أربعون ألف دينار.
وفي ثاني عشر جمادى الآخرة قرر شهاب الدين أحمد الأموي في قضاء دمشق عوضاً عن عيسى المغربي المالكي.
وفي سادس عشرة ضرب عنق المقدم على بن الفقيه أحد المقدمين بالدولة بعد أن ثبت عنه ما يوجب إراقة دمه.
وفي جمادى الأولى أوقع سودون القاضي كاشف الوجه القبلي بعرب بني فزازة ونهب أموالهم وقتل منهم خلقاً كثيراً، فهرب من نجا منهم إلى البحرية، فتلقاهم دمرداش نائب الكشف بالوجه البحري فاستأصلهم ونهب أموالهم فانحسم أمرهم.