بيوتا، واجعلوا بيوتكم قبلة، وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين} [يونس: 78].

ولا طاعة أعظم من طاعة موسى، وانقياده واستسلامه للأمر الالهي، يؤمر بالتوجه الى أعظم ملوك عصره - وهو الثائر الموتور، شديد البطش، عظيم السلطان - فيقال: {اذهب الى فرعون إنه طغى} [النازعات: 17] ويتوجه الى بلاط جبار يدعي الربوبية، فيدعوه الى الله الواحد القهار، ويستمر في دعوته وجهاده، وفي وعظه وارشاده، حتى يفتح الله بينه وبين قومه بالحق وهو خير الفاتحين.

لقد كان الايمان والطاعة والدعوة الى الله القوة التي واجه بها موسى "مشكلات عصره" وقهر بها أعظم امبراطورية على وجه الأرض، أرقاها مدنية، وأوسعها رقعة، وأغناها أسبابا، وأعظمها جبروتا.

لو كان موسى - كزعيم لبني اسرائيل - يفكر تفكير الزعماء السياسيين، ويستعرض "الامكانيات" والوسائل التي يملكها قومه، ويزن كل شيء في ميزان الواقع، والحكمة العملية، ولو نظر - وهو الذي نشأ في البلاط الملكي - الى العدد والعدة، والعزة والمنعة، والجنود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015