الحديث عن الاله الواحد - الذي يفر منه فرعون - فيقول: {الذي جعل لكم الأرض مهدا، وسلك لكم فيها سبلا، وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزوجا من من نبات شتى} [طه: 53].
ويتجلى هذا الايمان في أبرز مظاهره، لما رأى موسى أمامه البحر المائج، ومن ورائه العدو الهائج، فلا متقدم ولا متأخر، وهو وقومه بين طبقتي الرحى، ويناديه بنو اسرائيل في جزع وفي فزع: {قال أصحاب موسى: إنا لمدركون} [الشعراء: 61] ولكنه ثابت الجأش، قوي الإيمان، يعرف أن الله ناصر عبده، منجز وعده، يقول في صراحة وثقة: {كلا، إن معي ربي سيهدين} [الشعراء: 63].
ويعيش بنو اسرائيل في مصر حياة ذل وشقاء، وبؤس وفقر، يعانون أفظع أنواع الظلم والاضطهاد، وأقسى أساليب الحكم والاستبداد، فيؤمرون بالانابة الى الله وتقوية الايمان وتحسين الصلة بالله، ليستحقوا نصره ويوجد في أنفسهم صلاحية الوراثة والخلافة في الأرض: {وأوحينا الى موسى وأخيه أن تبوأا لقومكما بمصر