والبنود، والثروة والذخائر التي كان يملكها فرعون، وقارن في ذلك بين قومه وقوم فرعون، لما جاز له - في شريعة العقل - أن يواجه فرعون بما يسوءه، ولتحتم عليه أن يقنع بحظه وحظ قومه، ويرضى بالوضع السائد، فلا إيمان ولا صلاح، ولا عدل ولا أخلاق، ولا تقوى، ولا إنسانية.
ولكنه نبي يرشده الوحي، ولكنه مؤمن بقوة الله ويؤمن بنصر الله، ولكنه داعية يفكر تفكير الدعاة، وان هذا المنهج من التفكير والعمل هو الذي غير مجرى التاريخ، وأتى بالمعجزات، وأدهش العقول، وحير الألباب.
ولو كان الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يفكر تفكير الزعماء، ويستعرض الامكانيات والوسائل، التي كانت تملكها قريش، ولو أنه نظر الى الامبراطوريتين العظيمتين اللتين توزعتا العالم المتمدن المعمور: الامبراطورية الرومية، والامبراطورية الفارسية، وما تتمتعان به من حول وطول، وقد عرف قوتهما وسعة مملكتهما - وهو الفقيه الواعي - لما جاز له - في شريعة العقل - أن يتوجه بدعوته الى الانسانية جميعا، ويكتب الى سيِّدَي العالم المعاصر ورئيسي الامبراطوريتين الغربية والشرقية، يدعوهما الى الاسلام، ولبقي الوضع الذي كان يسود من قرون، فمتى تملك