اقرأ قصة موسى - في القرآن - من جديد، تر أن السلاح الذي واجه به موسى فرعون وقومه، وانتصر به بنو اسرائيل وتبوأوا الإمامة والزعامة في مصر وحولها، هو "الايمان" "والطاعة" "والدعوة الى الله" ويتجلى هذا الايمان وهذه الطاعة والدعوة في ثنايا القصة ومطاويها، وقد تجلى هذا الايمان النبوي في دعوة فرعون وقومه، وبه تغلب موسى على حجاج فرعون ودهائه، هو يريد أن يشغله عن موضوعه ويثير عليه الملأ وهو ثابت على دعوته، ثابت في ايمانه لا يتزعزع ولا يتزلزل، ولا يتحول ولا يتغير، قال فرعون: {وما رب العالمين؟ قال: رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين. قال لمن حوله: ألا تستمعون؟ قال: ربكم ورب آبائكم الأولين، قال: إن رسولكم الذي أرسل اليكم لمجنون. قال: رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} [الشعراء: 23 .. 28].
ويسأله فرعون عن الأجيال التي مضت، وهو موضوع شائك وسؤال محرج، ولكن موسى يتغلب على دقة الموقف بايمانه الراسخ وحكمته النبوية، فيقول: {علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} [طه: 52]. ويفيض في