راجحة في اقليم، طائشة في آخر، راجحة في حين، طائشة في حين آخر.
ومنذ مدة طويلة آمنا بسيادة الغرب وقيادته، وأنه أمر مقرر وواقع ليس منه مفر، وآمنا بأنه وضع لا يقبل التحول ولا التطور، وتجدد المثل القديم، وأصبح عقيدة شائعة: "إذا قيل لك أن التتر انهزموا فلا تصدق (?) ".
وأصبحنا لا نفكر في معارضة الغرب، ومناقشة سيادته وجدارته للسيادة، وإذا فكرنا في ذلك - على حين غفلة من العلم، والدراسة والكياسة - استعرضنا طاقاتنا، ووسائلنا والقوة الحربية في بلادنا، وسهمنا من المخترعات الحربية، والطاقات الذرية، فاستولى علينا اليأس والتشاؤم، وآمنا بأننا لم نخلق الا للخضوع والخنوع، ولنعيش على هامش الحياة، وعيالا على الغرب، مرتبطين ومعقودي النواصي بأحد المعسكرين المتنافسين.
هكذا يفكر العرب، وهكذا يفكر المسلمون في باكستان، وفي اندونيسيا وفي تركيا.
وهكذا يفكر الناس في اليابان، وفي الصين، وفي الهند، وفي سيام، وفي بورما.