أتيتنا صعلوكا حقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك؟ والله لا يكون ذلك، وهناك قامت المعركة بين حقيقة الاسلام وحقيقة المال، ودارت بينهما رحى الحرب، فانتصرت حقيقة الاسلام على ضدها، وقال لهم صهيب: "أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي؟ قالوا: نعم قال: فإنني قد جعلت لكم مالي (?) " وهكذا انطلق صهيب بدينه، متجردا من ماله، فرحا مسرورا كأنه لم يفقد شيئا، ولم يخسر شيئا.

وخرج سيدنا أبو سلمة بزوجه وابنه يريد المدينة: فلما رآه رجال من بني المغيرة قاموا اليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه، علام نتركك تسير بها في البلاد؟! ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوها منه، وأخذ بنو عبد الاسد سلمة ولده الصغير، هناك اصطدمت حقيقة الاسلام بحب الزوج والولد، فما لبثت أن انتصرت عليه، وغادر أبو سلمة زوجه وولده تحت رعاية الله، وهاجر وحيدا، هل الصورة تستطيع ذلك؟ وهل يقدر أصحابها على ترك الزوجات والاولاد في سبيل العقيدة والدين؟ كلا! بل سمعنا أن أناسا قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015