هل هي صورة الاسلام؟ لا، بل هي الحقيقة التي مثلت بين عينيه الجنة، والرماح تنوشه وتعبث بجسمه، وناجته، وقالت: صبرا يا خبيب، فما هي الا لمحات وثوان، وها هي الجنة تنتظرك، ورحمة الله ترتقبك، فاذا احتملت آلام هذا الجسد الفاني والحياة الزائلة العابرة نلت السعادة الدائمة، والحياة الباقية.

هذه هي اللذة الروحية وحقيقة الحب والايمان التي أبت على خبيب أن يطلَق ويؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوكة في قدمه، فهل تستطيع الصورة أن تحمل صاحبها على هذا الاخلاص والتفاني، والثبات على العقيدة والصبر على الموت؟! كلا ان الصورة لا تستطيع أن تقاوم الشدائد والآلام، بل حتى الخيالات والاوهام، وقد بدا لنا ذلك في الاضطرابات الطائفية الماضية في الهند، فان أناسا من المسلمين قد غيروا صورة الاسلام خوفا مما مر بخاطرهم من الفزع، وخشية الموت، وما دار في رؤوسهم من معارك خيالية حامية، واختاروا شعار الكفر، وذلك لأن هؤلاء الناس قد كانوا متحلين بالصورة، فارغين عن الحقيقة ...

هاجر سيدنا صهيب رضي الله عنه، فلما كان في الطريق اعترضته جماعة من مشركي مكة وقالوا له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015