ارتدوا عن دينهم للمال، والأزواج، والأولاد، وغير ذلك من متع الدنيا وزخارفها.
كان أبو طلحة مقبلا على صلاته، فاذا طائر يدخل في بستانه ثم لا يجد الطريق للخروج، ويميل اليه قلب أبي طلحة، فلما انصرف من صلاته تصدق بهذا البستان، لأنه لا يحب أن يشغله شيء عن حقيقة صلاته، وينازع قلبه!
ان للبستان حقيقة، وأكله حقيقة، ولا تغلب هذه الحقائق الا حقيقة الاسلام، وان صلاتنا اليوم مجردة عن الحقيقة، ولذلك لا تقدر أن تقاوم أدنة الحقائق المادية.
لقد كان في حرب اليرموك بضعة آلاف من المسلمين، وأما الروم فقد كان عددهم يبلغ مائتي ألف أو يزيدون، فاذا نصراني كان يقاتل تحت لواء المسلمين يقول: ما أكثر الروم وأقل المسلمين. فيقول خالد رضي الله عنه: والله لوددت أن الأشقر براء من توجيِّه، وأنهم أضعفوا في العدد (?).
بم كان خالد رضي الله عنه مطمئنا، ولم لم يشغل خاطره هذا العدد الهائل ولم لم تكبر في عينه جنود الروم