إن كل شيء له صورة وحقيقة، وبينهما فرق كبير رغم الشبه العظيم، تميزون بينهما بسهولة في حياتكم، وتعاملون الحقيقة بما لا تعاملون به الصورة، وأضرب لذلك مثلين: هذه مُثُل للثمار المصنوعة من الخزف، تتراءى للناظر كأنها تفاح، ورمان، وبرتقال، وعنب، وموز، في لونها وشكلها، ولكن أين الصورة من الحقيقة وأين طعم هذه الثمار ورائحتها؟ إنها ليست الا للزينة أو المثال.
إنكم ترون في المتحف كل نوع من السباع والانعام، والطيور الجميلة، والعصافير الصغيرة، ففيها الاسد، والذئاب، والافيال والدباب، وفيها كل طائر جارح، وكل سبع مخيف، ولكنها جثث هامدة لا حراك بها،