للمد والجزر في الايمان، وقوة معنوياتهم التي تنبثق من الدين، وان منبع قوة هذه الأمة في باطنها، وهو القلب والروح، فاذا عمر القلب بالايمان بالله ورسوله واليوم الآخر، وتزكت الروح بتعاليم الدين والاخلاق الاسلامية، وجاش الصدر بالحمية الدينية جيشان المرجل، وأخذ المسلمون عدتهم من القوة المادية، وأعدوا للعدو ما استطاعوا وأدركوا ما عليه العالم من جور وظلم، ومن جهالة وسفاهة، وضلال في الدين والدنيا، وعلموا أن الزمان قد استدار كهيئته يوم جاء الاسلام، والعالم قد عاد جاهليا كما بدأ: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} [الروم: 41]. فانعطفوا عليه ورأوا كأن العالم في حريق ولا ماء الا عندهم، فسعوا به يطفئون النار التي عمت الدنيا، ونسوا في سبيل ذلك لذاتهم، وتكدر عيشهم، وطار نومهم، وجن جنونهم، فعند ذلك يتحولون قوة خارقة للعادة، لا يغلبها العالم، ولو سعى بأسره وجيمع شعوبه وجنوده، ودوله، ويصيرون قضاء الله الغالب وقدره المحتوم وكلمته العليا.
{ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون} [الصافات: 171 - 173].
{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139].