وفشلهم في ساعة من ساعات الدهر، واذا تمكن هذا الذل من نفوس أمة، فقد ماتت وان كنت تراها تغدو وتروح، وتأكل وتعيش.

ابتلاء المسلمين بعبادة المادة وحب الدنيا

وابتلي المسلمون في هذه المرة بتأثير الحضارة الغربية .. والفلسفة الغربية، بعبادة المادة وحب الدنيا، والجري وراء النفع العاجل، وتقديم المصالح الشخصية والمنافع المادية على المبادئ والأخلاق، شأن الأمم الأوربية الجاهلية، فكانت هذه الأخلاق وهذه النفسية والتربية مانعا من الجهاد في سبيل الله واعلاء كلمته، ومن تحمل المشاق، وتجرع المرائر، ومكابدة الأهوال والخسائر في سبيل المبدأ الصحيح والعقيدة السامية.

أسوأ جيل عرفه تاريخ الإسلام

كان نتيجة هذا كله أن ظهر جيل في المسلمين: متنور الذهن، ولكن مظلم الروح. أجوف القلب، ضعيف اليقين، قليل الدين، قليل الصبر والجلد، ضعيف الارادة والخلق، يبيع دينه بدنياه، وأجله بعاجله، ويبيع أمته وبلاده بمنافعه الشخصية، وبجاه وعزة وهمية، ضعيف الثقة بنفسه وأمته، عظيم الاتكال، كثير الاستناد الى غيره: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم} [المنافقون: 04].

هؤلاء هم الذين نشروا في المسلمين الجبن والوهن، وصرفوا المسلمين عن الاتكال على الله، ثم الاعتماد على أنفسهم الى الاعتماد على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015