مصلحتها عن قيادة العالم.
وقد بلغ المسلمون من الانحطاط الخلقي، منزلة ان وجد فيهم أفراد خانوا أمتهم، وشروا (?) بلادهم بثمن بخس دراهم معدودة، وتطوعوا في جنود العدو يفتحون بلادهم للأجنبي على حسابهم.
ولكن هذا الهجوم الغربي كان أشد تأثيرا، وأعمق أثرا، وأبعد مدى، من الهجوم الشرقي - المغولي والتتري - فكاد يخمد كل جمرة في قلوبهم، لم تخمدها العواصف طيلة هذه القرون، وبقيت كامنة في الرماد تخبو مرة وتلتهب أخرى.
فتش عقلاؤهم (?) عن منابع القوة الكامنة في نفوس المسلمين، وقلوبهم، فوجدوا أن أكبر منبع للقوة والحياة هو "الايمان" وشهدوا ما فعل الايمان قديما، وما أظهر من معجزات وخوراق وما هو خليق بأن يفعل، فعادوه وسلطوا على المسلمين عدوين هما أفتك بهم وأضر لهم من المغول والتتار، ومن الوباء الفاتك، الأول: هو الشك ... وضعف اليقين الذي لا شيء أدعى للضعف والجبن منه .. والثاني: ما نعبر عنه بالذل النفسي (?) وهو أن صار المسلمون يشعرون بالذلة والهوان في داخل أنفسهم، وفي أعماق قلوبهم، ويزدرون بكل ما يتصل بهم من دين وتهذيب وأخلاق، ويستحيون من أنفسهم، ويؤمنون بفضل الأوربيين في كل شيء، ويعتقدون فيهم كل خير، ولا يكادون يعترفون بنقص وعيب في ناحية من نواحي الحياة، ولا يصدقون بانهزامهم