قام أبو عبيدة في الناس في طاعون عمواس، فقال: أيها الناس، ان هذا الوجع رحمة بكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وان أبا عبيدة سأل الله أن يقسم له منه حظه، فطعت فمات، واستخلف على الناس معاذ بن جبل، فقام خطيبا بعده، فقال: أيها الناس، ان هذا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وان معاذا يسأل الله أن يقيم لآل معاذ حظهم، فطعن ابنه عبد الرحمن فمات، ثم قام فدعا به لنفسه، فطعن في راحته، فلقد كان يقبلها، ثم يقول، ما أحب أن لي بما فيك شيئا من الدنيا (?).
... وحضر بلالا الوفاة، فقالت امرأته: واحزناه، قال: "بل واطرباه، غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه" (?)، وكذلك روي عن عمار، أنه كان قال ذلك عند وفاته (?).
المؤمن هو الذي يستطيع أن يفضل الفقر على الغنى، والآخرة على الدنيا، والنسيئة على النقد الحاضر، والغيب على الشهود، والدين على الحياة في كل دور من أدوار التاريخ، مهما بلغت المادة أوجها. ليس لقطر من الأقطار أن يمن على الإسلام بأنه فسح له في أرضه، وإنما الفضل والمنة للإسلام على كل قطر، فقد ألقى عليه درسا في